Massacre of Beit Mellat 11 September 1975
مجزرة بيت ملاّت 11 ايلول 1975

History

بلدة مارونية في قضاء عكار، تبعد عن بيروت 124 كلم

في ١١ أيلول ١٩٧٥ تعرّضت بيت ملّات في عكار لهجوم مسلّح ومعظم سكانها من الموارنة فوقع عدد من الضحايا، وحُرِقٓتَ الكنيسة و٦٥ منزلاً، ونزح نصف سكانها إلى كسروان (٢٠٠ عائلة) وإلى سوريا (٢٠٠ عائلة) وروى أحد أبنائها قصة الهجوم كما يلي:

“جاء في العاشر من أيلول من ينذرنا بضرورة تسليم ما عندنا من قطع أسلحة، إذا كنا فعلاً نرغب في أن نعيش بسلام مع جيراننا، وقالوا لنا: القرية مطوّقة من جميع الجهّات، فأما تسليم السلاح، وأما متاريس عدّة تطوّق البلدة. وفد المفاوضة كان يضمّ الشيخ صديق ومصطفى النعمان (عسكري متقاعد) من تكريت، والمفاوضة كانت مع رفيق الحاج إبن البلدة. وبالفعل ظهرت أشباح مسلّحة عند منطقة تعرف بإسم “ضهر الخوري” تكشف قريتنا من جميع الجهات، وتصبّ في حي السيدة، أول أحياء المنطقة، وأدركنا أننا مقبلون على خطر. بادرنا بالإتصال بمخفر بينو نقول أننا محاصرون، وإننا نريد إبلاغ الملازم أول غسان حمصي، ومالك جنبلاط قائم مقام عكار، فردٌ علينا عامل السنترال علي الضنٌاوي من بلدة “عيات” بأن السنترال واقع تحت الإحتلال، ولا يمكن إجراء أي إتصال بالمسؤولين. وثبت بعدئذ أن السنترال لم يحتلّه أحد!!”

ثم صمت لحظة وأردف:

” خوفنا من أن نُسحق إذا سلٌمنا أسلحتنا، حملنا على الإحتفاظ بها، وأبدينا إستعدادنا لتسليمها إذا جاءنا مندوبون من القرى المجاورة وأفهمونا بالمنطق لماذا يريدون أسلحتنا، لم يأت أحد. وإنما إنطلقت نيران غزيرة في إتجاه قريتنا، ولم ترحم أحداً، وإذا القرية أرض معركة دموية كان المهاجمون فيها أكثر من سبعة آلاف شخص، بين رجال ونساء، والمدافعون عن القرية فقط عشرين شاباً صمدوا حتى النهاية، وأمام العين التي لا تقاوم مخرز إنسحبنا إلى البساتين، بينما إشتدّ القصف، وحسبنا أن الجيش قد وصل إلى بيت ملات، لكن ما لبثنا أن إكتشفنا أنها ألهجمة الثانية، وأن الجيش بقي في تكريت، وأن مالك جنبلاط القائم مقام رفض دخول الجيش إلى البلدة، بحجّة أن فرقة من الجيش لا تصدّ سبعة آلاف مسلّح، ولا بد من …”الحكمة”!!

ثم أنهى الرواية قائلاً:

“حصدنا على الارض ثمانية شهداء وعشرات الجرحى، أكثرهم من العجّز، والقاصرين، وشهدنا أفظع موجة نزوح من المنطقة، كان المهاجمين يجبرون أهالي القرية عند دخولها على إشهار إسلامهم فيفعلون مرغمين، ونساؤهم كنّ يزغردن. ولكن هذا التصرّف غريب عن المسلمين الذين أعرفهم، وعن الإسلام الذي أحترم وأُجِلّ”.(من كتاب الحرب في لبنان/أنطوان خويري)