Deir Aachach (1975)
فاجعة دير عشاش (١٩٧٥)
فاجعة دير عشاش (١٩٧٥)
History
الثلاثاء 9 أيلول 1975 بعد هدوء الجبهة الزغرتاوية حوّلت المؤامرة طريقها من مجدليا إلى بلدة عشاش المسيحية الواقعة على طريق الضنية حيث هاجمتها مجموعات مسلحة فلسطينية بمعظمها وأحرقوا منازلها بعد نهبها، وفرّ أهلها أل 500 إلى زغرتا والقرى المجاورة، كما دخل المسلحون دير مار جرجس التابع للرهبنة اللبنانية وقتلوا 3 رهبان هم:
– الأب بطرس ساسين من بلدة سرعل في قضاء زغرتا البالغ من العمر 96 عاماً الذي فقد بصره منذ أعوام قليلة إثر جراحة خضع لها
– الأب أنطونيوس تمينة من بلدة حوقا في قضاء بشري البالغ من العمر 84 عاماً، وكان تسلم إدارة تنشئة الرهبان لسنوات عدة
– الأخ يوحنا مقصود من بلدة طورزا في قضاء بشري البالغ من العمر 66 عاماً
فيما تمكن رئيس الدير الأب أنطوان سليمان من النجاة.
كيف نجا الأب أنطوان سليمان؟
صباح ذلك النهار غادر الى زغرتا لشراء بعض الحاجيات، وفي طريق عودته شاهد ألسنة النار ترتفع في سماء عشاش، والتقى ببعض الهاربين الذين أخبروه بما جرى فقرر متابعة الطريق للوصول الى الدير، لكن مجموعة زغرتاوية مقاتلة منعته من متابعة الطريق فالدير سقط والوصول اليه انتحار.
عصراً دخلت الى الدير مجموعة من الجيش اللبناني وسحبت جثامين الرهبان وأحضرتهم الى زغرتا، فيما بقيت النار تلتهم غرف وأجنحة الدير والمدرسة الملاصقة حتى صباح اليوم التالي.
هزت مجزرة دير عشاش الرأي العام اللبناني والعالمي واستنكرها قداسة الحبر الأعظم البابا بولس السادس وقيادات عالمية وتحدثت عنها الصحافة العالمية ووصفت صحيفة أوبسرفاتوري رومانو الناطقة باسم الفاتيكان قتل الرهبان الثلاثة بالجريمة الرهيبة
جميع القيادات اللبنانية، دانت ما حصل واستنكرته، فرئيس الحكومة رشيد كرامي أدان بشدة هذه الجريمة البربرية ودعا الجميع إلى التحلي بالوعي والحكمة، وأصدر نائب الضنية مرشد الصمد بياناً أكد فيه أن لا علاقة لأبناء الضنية بكل ما جرى ويجري.
فيما صدر عن تجمع الشباب الزغرتاوي بياناً شديد اللهجة طالب فيه الدولة بعبارات قاسية بحزم أمرها قبل أن تستفحل الأمور الى ما لا تحمد عقباه.
الأربعاء 10 أيلول 1975 نعى الآباتي شربل قسيس الآباء الشهداء الثلاثة وأعلن أن الصلاة لراحة أنفسهم ستقام عند الساعة 3 من بعد ظهر الخميس 11 أيلول في دير سيدة النجاة في بصرما في قضاء الكورة، حيث ستدفن جثامينهم
وفيما خص الدير أشار إلى أنه تأسس عام 1847 وتحول إلى مدرسة بعد الحرب العالمية الثانية وكان يضم في عام 74 – 75 الدراسي 960 طالباً داخلياً وخارجياً من أبناء القرى المجاورة كان يؤهلهم لنيل الشهادة المتوسطة
نكب دير مار جرجس – عشاش وتحول معظمه ركاماً وما تبقى منه استعملته الميليشيات الفلسطينية واللبنانية ومن ثم القوات السورية، وفي أواخر سنين الحرب تمركزت فيه قوة من الجيش اللبناني.
انتهت الحرب واستلمت الرهبنة اللبنانية الدير وبدأت ورشة كبيرة فيه لمحو سنوات الحرب، وسنة 1996 افتتحت المدرسة مجدداً وعاد الدير همزة وصل بين منطقتي زغرتا والضنية وشرعت أبوابه لكل سائل حاجة:
مدرسة الدير تضم اليوم ما يفوق 1000 طالب وفيها قسم لتعليم الموسيقى ويستقبل مسرحها مختلف النشاطات الثقافية
وعاد عيد مار جرجس الى ما كان عليه قبل الحرب يشارك فيه أبناء القرى المجاورة من مسيحيين ومسلمين.