بيان
صدر عن رابطة سيدة ايليج البيان التالي:
يهم رابطة سيدة ايليج وانطلاقا من موقعها النضالي الوطني والمسيحي وازاء ما تتعرّض له البطريركية المارونية من حملات افتراء وتشويه تتناول موقعها الوطني ودورها التاريخي والإجتماعي من قبل أفراد ومجموعات لبنانية سواء عن سوء او عن حسن نية ان توضح النقاط التالية :
أولاً: إن البطريركية المارونية لا تحتاج إلى شهادات حسن سلوك من أي طرف أو جهة مهما علا شأنها، أكان في الشؤون الوطنية أم المسيحية، بل هي من يمنحها. كما انها اعتادت عبر التاريخ أن تتلقى شتّى أنواع الاتهامات والإفتراءات لتدمير حصنها المنيع في وجه الاحتلالات وقمع الحريات وفي وجه أسياد وسلاطين هذا الزمن أو ذاك.
ثانياً: كما ان رابطة سيدة ايليج تشدّد على حق كل مواطن لبناني في التعبيرعن رأيه بكل حريّة وهي علّة وجود لبنان، وفي سبيلها ناضلت الكنيسة وبطاركتها وشعبها عبر العصور وإلى منتهى الدهور. تتمنى في المقابل على أبناء الكنيسة عدم الوقوع في أفخاخ المزايدات والأضاليل والتشهير بالبطريركية، لا سيّما في ظلّ حملات التخوين التي يشنّها أعداء لبنان ضدّها. وتحثّهم على الحوار والنقاش البنّاء مع الكنيسة وسلطاتها من أجل معرفة حقائق الأمور من مصادرها.
ثالثاً، اطلقت البطريركية المارونية عبر غبطة البطريرك والأساقفة الموارنة وبلهجة واضحة وحازمة نداءات متكررة لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وحياده عن الصراعات الاقليمية وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، كما انها وقفت الى جانب اللبنانيين في انتفاضتهم الشعبية عام 2019 ، وقد ناداهم البطريرك في خطابه الشهير “أن لا يسكتوا”. وهذا ما لم يجاريها فيه أي من القوى السياسية السيادية التي تاهت في لعبة المواقع والأحجام ما حال دون توحيد صفوفها، لا بل بادلوها أحياناً باللامبالاة والمناكفات.
رابعاً، من حق أبناء الكنيسة التطلع إليها لتساعدهم في الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألمّت بهم، لكن من دون تحميلها وزر الانهيار الاقتصادي والمعيشي التي ليست مسؤولة عنه لا من قريب ولا من بعيد. في المقابل، تدعو الرابطة اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً إلى الاطلاع على كل ما تقدمه الكنيسة ومؤسساتها المعروفة من خدمات ومساعدات حسب إمكانياتها وطاقاتها. واخير إن البطريركية المارونية ثابتة وراسخة رسوخ لبنان، ولم ولن تتبدل مهما طالها تجريح وتشهير وتشكيك، وستبقى بموقعها الوطني والمسيحي مدافعة عن لبنان وحريته وسيادته مهما كانت الانتقادات عن حق او عن جهل وعدم إدراك (لا يدرون ماذا يفعلون). وقد اثبتت التجارب والاحداث منذ مئات السنين انه من دونها ومن دون مؤسساتها لا وطن ولا ارض ولا مستقبل.
إن الاشخاص والقوى السياسية والحزبية تتبدل وتزول وتنهار وتضمحل، اما الكنيسة فباقية بعناية إلهية وبقوة الروح القدس.